أسف يا حماعه ع الحذف خطا غير مقصود
رحل عني
(
وقفت أرقبه في حسرة وهو يبتعد ويجر أذيال الخيبة والندم ، لقد رحل عني ذلك الوغد ، رحل عنى حتى دون وداع رحل عني وتركني للآلام تقتلني ،رحل عني وتركني مشرداً ضائعاً...تركني ورحل).
وجلست هناك أتذكر أيامي معه أتذكره هنا يلعب وهناك، يلهو أحياناً يقسو، الآن يرمقني بنظرات عاتبة ،الآن يرمقني بنظرات ساخرة،يبتسم ،يبكي ،يئن ،يشكو، أراه.
أراه طفلا رضيعاً أرضعته لبن الوفاء والمثابرة والطموح وعدم اليأس ،وفطمته عن الغش والخداع والتكاسل والتراخي واليأس ،لذلك لم يعرف اليأس أبداً.
أراه الآن طفلا يلعب في جد ،يلعب ويلهو معي وكل همه أن يسجل ذلك الهدف أو أن يتغلب في تلك المشاجرة ، أن يفوز في الطنبلة ،أن يلعب الأتاري بحرفيه.
أراه الآن يذاكر في جد أراه يلهو مع الكتب أراه يحفظ الكتب عن ظهر قلب،وقد أصبح متفوقاً فقط لأنه أبن هيئة .
هو الآن في الامتحان ،محطماً بائساً ،يقول في حسره لماذا نسي المدرس أن يعطيني تلك المسألة ،وهل يوجد من يحلهاً في هذا الكون أراه يجتاز المحنه ويبزغ فيما كان من قبل نقطة ضعفه ،هو الآن سعيداً بالنجاح .
أراه الآن ينضج ،وعقله يتفتح لكنه ترك الكتاب وأنشغل مع الرفاق بذاك المغني وذاك اللاعب ،أراه قد أصبح تافهاً وقد انشغل بالمعاصي ودخل أوكر اللهو كلها على الإطلاق ،وهناك بدا غريبا،لا أرجع ليس هذا مكانك،إن مكانك الحقيقي هناك حيث الشيخ الصالح.
أراه يعود من جديد يطلب من العلم المزيد أراه أصبح قويا بالصلاة ، أراه والشيخ الصالح يصليان في المسجد ،وفي رمضان يبكيان
أراه قد ترك الضياع وذهب يوماً إلى القرآن ينهل منه حفظاً وعلماً أراه قد صاحب الأخيار ،وودع هنالك الأشرار.أراه هناك يعبد الله في وقت السحر،يصلي ويذكر ربه أراه يدارس القرآن،أرى مآقيه بالدموع متفجرة .
قد قال يوماً شيخنا (الأيمان...يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان)أراه قليل الأيمان ،ينتظر بفارغ الصبر أن يعود رمضان ،ليرجع مثلما كان .
أراه سعيداً يصلي ويصوم مثلما كان ،وقد أعطته السعادة فيضاً من الأدرينالين ،فهاهو ينهب الأرض نهباً ليعود إلى البيت أراه قد صح قلبه وصحت عزيمته، وبدأ العهد الجديد.
أرجع أيها السواد ،لماذا تمنعه الصلاة ؟لماذا تنغص عليه الصيام؟
هداك الله، حسبي الله ونعم الوكيل، هل يعجبك حاله الآن؟أراه الآن في انحدار قد كان ينتظر القرار ،والآن يلوذ بالفرار،عد إلي هنا مكانك بين المتقين الأخيار ،هاهي ليله القدر ،لكنه قد ِانهار،ِانهار ذلك المسكين،لم يحتمل مشاق الحياة ،انهار في نهر الابتلاء،حسبي الله ونعم الوكيل أيها السواد.
أراه الآن مدمن العصيان ،أراه يعشق الذنوب ،ترى هل يعود؟!؟ فاليوم يوم الامتحان وهناك يكرم المرء أو يهان أما أن يكون أولا يكون لكنه لم يكن .
لقد رحل عن هذا البلد بلد قاتل للطموح وللطامحين ذابح بلد تولى أمره حثالته، ،لقد كان يوماً:لو سلمت لي المقادير يوما ًلقتلتهم خمس مرات على الأقل .
أيها الطموح عد إلي ،عد إلي،لماذا تركتني ،قال لي يوماً:أنا لا أجتمع والشهوات فأحرقها أعود،حاولت مراراً قهرها ، لم أعد أطيقها ،عد وساعدني لكنه لن يعود ذهب مني الطموح، ذهبت مني الأحلام،ذهبت مني الآمال ،وبقيت الشهوات ،أتراك سوف تعود يوماً أيها طموح؟؟؟؟
2008-09-14, 3:41 pm من طرف ahmed_abdelnasr