الجماعة العلمية
عزيزى الزائر أذا كنت عضو فى المنتدى يمكنك الدخول ، وأذا كنت زائر لاول مرة يمكنك التسجيل الان .
الجماعة العلمية
عزيزى الزائر أذا كنت عضو فى المنتدى يمكنك الدخول ، وأذا كنت زائر لاول مرة يمكنك التسجيل الان .
الجماعة العلمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجماعة العلمية

الجماعة العلمية بمكتبة مبارك العامة ببورسعيد تهتم بكل ما يختص به العلم وتعمل على التنمية البشرية من خلال الحوار والمناقشة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 آخر فصل في حياة زعيم معارضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
THUNDER STORM
مشرف
مشرف
THUNDER STORM


ذكر
العقرب

الحصان
عدد الرسائل : 265
العمر : 33
نقاط : 5794
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

آخر فصل في حياة زعيم معارضة Empty
13022009
مُساهمةآخر فصل في حياة زعيم معارضة

<<عندما اخترت هذا المكان لم أكن أعلم أنه سيكون آخر مكان لي في حياة المعارضة ،حيث اخترنا سطح بناية دمرتها دبابات النازية يوم ستالين جراد ليكون مقرنا الجديد ولم نكن بكثرتنا المعتادة .. فقط اتخذت عشرة من أصفيائي .
وعندما جاء المساء تناوبت حراسة المكان مع أخي الذي يصغرني بعامين وأمرت الرجال بألا يوقدوا ناراً وألا يضيئوا أياً من تلك الكشافات التي يحملونها بالرغم من أن الليلة كانت حالكة السواد ، ونمنا جميعاً فيما عدا أخي الذي أمرته بإيقاظي بعد ثلاث ساعات.
وما هي إلا ساعة حتي تغير الحال...
<< بللوففف ..... بّاااخّ !! >>
<< الصوت الأول كان صوت قنبلة الغاز التي سقطت بجوار أخمص قدمي وعلى إثرها قفزت ممسكاً ببندقيتي على بعد متر منها ، والثاني صوت القنبلة اليدوية التي أطاحت بأخي ثم أردته بلا ذراع وما بينهما كان الوقت الذي استغرقته في جذب سلاحي ثم نهوضي وقفزي .. تلفتت يمنة ويسرة وقد تذكرت خيانة القنابل عندما أرادوا قتل هتلر .
<< فوجئت بكشافات مثبتة على أعمدة أُضيئت فجأة وكلها كانت مسلطة على عيني حتى أصبت بعمىً لحظي سرعان ما ذهب عني عندما سمعت طلقات الرصاص التي صدرت من مسلحٍ وقف إلى جواري مسدداً طلقاته ناحية خزانات المياه صائحاً ((خونة.. أوغاد!!)) بعدها سمعت صرخة عالية متألمة صدرت من خلف أحد الخزانات .
<< وبعد أقل من نصف دقيقة وجدت مسلحاً يرتدي قبعة الفاشيين الحمراء يقترب مني مصوباً سلاحه نحو صدري ويهددني بالقتل لو صدرت مني ومن رجالي أية مقاومة ، غير أني لم أتردد وضغطت على زناد بندقيتي غير واعٍٍ لما يحدث ، وللأسف كعادة هذه الأسلحة لم تكن بها رصاصة واحدة أو أن الرصاصة قد انحشرت في الماسورة ، ألقيتها في جزعٍ باتجاه وجهه الذي لم أتبين ملامحه بسبب تأثير الكشافات الموجهة نحو عيني حيث تفجر الدم من أنفه فوقع من الصدمة وهربت أنا من أمامه .
<< فوجئت بعدد لا يقل عن سبعة رجال يرتدون ملابس الجيش الروسي يركضون فارين نحو السلم المتهدم وخلفهم ثلاثة من رجالي يتعقبونهم مفرطين في ذخائرهم حتى قتلوا منهم اثنين وفر الباقون.
<< حاول رجلين من رفاقي الناجين شرح الموقف غير أن رصاصة أصابت ذراع أحدهما فعرفنا أن المعركة مازالت قائمة ؛ فاختبأت أنا ـ متخذاً وضعاً جيداً للتصويب بالبندقية التي خلفها أحد الفارين - خلف أحد الجدران المتهدمة المطلة على ظلام الشارع الذي بدا ممتلئاً بأشباح الركام و بحركة المهاجمين الذين ظننتهم قِلّة..
<< وإذ بثلاثة يرتدون بذلاتٍ ممزقة قد مثلوا أمامي كأنهم تسلقوا الجدار الذي أحتمي به ثم تكلم أحدهم بروسية سيئة ولكنته شرق آسيوية عرفت منها أنني قد تمت خيانتي (( أين أجد صديقي ؟ تكلم بحق الشيطان !)) بدا لي مخموراً ولم أشأ أن أستثيره فرددت بكل هدوء (( أهوَ الطويل أم القصير؟)) رفع خنجراً قصيراً في الهواء ملوحاً به متهيئاً لطعني غير أني سحبت كلماتي بقول (( فلتحل اللعنة بمن أغضبك ...)) أما هو فكل ما قاله كان (( لا تتدخل فيما لا يفيدك!)) ثم زمجر وأنا كتلةٌ من الثلج لا أحرك ساكناً إلى أن شعرت ببرودة خنجره على عنقي الدافئ عندئذٍ تجاهلت الواقفَين وأبعدت عنقي عن خنجره ثم أطحت بذراعه تلك وبركلةٍ مني هوى من علٍ ثم عادت لي رباطةُ جأشي .
صرخ أحدهما في وجهي (( ماذا فعلت ؟؟)) والآخر كان يتابع ببصره هذا الجسد الساكن الذي فرق بينه وبينا ارتفاع خمسة عشر متراً .
<< أخيراً تنبه الطويل الذي ظننته هو الصديق الذي قصده الرجل فجاء مسرعاً باحثاً عن صوتٍ مألوف غير أني لم أُسْمِعْه إلا صوت ارتطام جسده بالجسدين المتلاصقين ثم سقط الثلاثة إلى جوار رابعهم في سباقٍ نحو المجهول ...
<< هذه الحياة العنيفة التي عشتها منذ مات والدي تحت دبابات (ستالين) علمتني أن لا أسلم نفسي للشكوك وأن أتصرف أولاً ثم أتفهم الوضع ثانياً.
<< كانت أولى خيوط الفجر قد ظهرت عندما انسللت من بين ظهراني الرفاق ماضياً في طريقي هارباً من المطاردين ومن حياة الخوف تلك نحو حياة الكسالى وامتلاء البطون وعبادة الصمت وعشق الليالي الهادئة...
من تحت البطانية:
ياسر حسين عبد المجيد مصطفى
و شيءٌ من وحي أحلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

آخر فصل في حياة زعيم معارضة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

آخر فصل في حياة زعيم معارضة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجماعة العلمية :: ابداعات الأعضاء :: القصص القصيرة-
انتقل الى: