ahmed_abdelnasr مشرف
عدد الرسائل : 327 العمر : 33 نقاط : 6017 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 26/07/2008
| | موتانا لصلاح عبد الصبور | |
زرنا موتانا في يوم العيد | وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى | وبسطناها في حضن المقبرة الريفية | وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً | وتساقينا دمعاً و أنيناً | وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا | أن نلقى موتانا | في يوم العيد القادم. | يا موتانا | كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة | ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى | و البيت الواطئ في سفح الأجران | كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً | موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان | حين الأصوات تموت، | ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران | سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان | هل جئتم تأنسون بنا؟ | هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟ | هل ندفئكم فينا من برد الليل؟ | نتدفأ فيكم من خوف الوحده | حتى يدنو ضوء الفجر، | و يعلو الديك سقوف البلدة | فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان | عودوا يا موتانا | سندبر في منحنيات الساعات هنيهات | نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ | لكن لقم من تذكار، | حتى نلقاكم في ليل آت. | مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام | يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة | يا قاسية القلب النار | لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك | حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان | حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان | عفواً يا موتانا | أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد | لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة | أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن | قد نذكركم مرات عبر العام | كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين | لكن ضجيج الحاضرة الصخرية | لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن | أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم | ونخبئها طي الجفن. | يا موتانا | ذكراكم قوت القلب | في أيام عزت فيها الأقوات | لا تنسونا .. حتى نلقاكم | لا تنسونا .. حتى نلقاكم |
| |
|